تعاریف
مدرسة محمودية تجويد القرآن
إن التعلیم أساس يحول سفينة الحياة إلى الجهة الآمنة، ويبنى عليه الوطن والأمة، فإن كان أساسه مستقيما قويًا كان جداره كذلك مستقيمًا قويًا، وإلا فلا، ولذا قال العقلاء: إن التعليم يتصف بصفتين معًا: السم والترياق، فيُثمِر كما يُسقَى.
إن نستعرض الفساد في جيل اليوم نجد فيهم سوء التعليم مع الجهل المستتيب فيهم، ونظرًا إلى أهمية التعليم غير العادية قد أنار الإسلام مصابيح العلوم والفنون وأكد على تكثيف الجهود في طلب العلم، وإن الجيل الجديد هو أساس التقلّب، فإذا سلموا من خبث المجتمع السوء ونجاسته تمكنوا من إحداث التطور في الحياة الإنسانية، ومن تغيير جهة التاريخ، ومن مقاومة تحديات القوى الطاغية.
يدل التاريخ على أنه كلما حدث التطور في البلاد أو الأمة حدث بمساعي الجيل الجديد المتواصلة، حيث لما واجهوا القوة القاهرة انهزمت، ولما نهضوا براية الصدق والكرم تزلزلت وتزعزعت قدم إيران وغيرها من الدول، واختفى اسمها من وجه الأرض، وفشلت جميع تكنولوجياتها الجديدة.
ومن المؤسف جدًا أن الشبان الذين كانوا يتمسكون بالصدق والأمانة والمروءة وتلهج ألسنتهم بذكر الله تعالى وكانوا أتباعًا صادقين للنبي صلى الله عليه وسلم ولا يفعلون إلا ابتغاءَ وجه الله بالأمس، إنهم اليوم ينشطون في مواقع التواصل الاجتماعي.
إنهم يلبسون لباس الحضارة الغربية لا الحضارة الإسلامية، ويُولَعون بالأفلام وحضارتها، ويجعلون ثقافة الغرب نصب أعينهم، ويتعوّدون الـمخدِّرات، فالحاصل أنهم يُغرِقون أنفسهم فيما تشتهيه الأنفس وتلذّ الأعين. فلِمَ ذلك؟ وما الذي غَيّر أحوال الشبان المسلمين وأكل كرمهم وشرفهم وكيانهم كالنمل الأبيض؟ ولِـمَ شُغِفَ اليوم الشبانُ الذين كانوا يعضّون بالنواجذ على فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحضارة الغرب؟، فمَن أضلّهم وهم كانوا هداةً للناس؟
فمن أسبابه:
أنهم قد بعدوا عن التعليم وانقطعوا عن القرآن وانصرفوا عن سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، ونُشِرَ تعليم الشيوعية في جميع المدارس والكليات والجامعات، وضُيِّقت دائرة الإسلام لكيلا يظهر قوةً تؤدّي إلى تقدم المسلمين وترفّعهم، ومن أهم أهداف الأعداء أن يخفوا الإسلام من وجه الأرض البسيطة.
لا شك أن هذه المدرسة متحدثة بلسان اسمها، قد قطعت شتى مراحل التقدم والازدهار في مدة قليلة بفضل عنايات مؤسسها وتضحياته المشكورة، وجهود أعضائها المتواصلة، كما شهد قسم تحفيظ القرآن الكريم وقسم التجويد والقراءة تقدمًا بارزًا، مما يدل عليه واضحًا طلابُها الذين يتمتعون بمكانة مرموقة في المسابقات القرآنية التي تُعقد على صعيد البلاد.
وقد أنشأت المدرسةُ القسم الإعدادي للأطفال، وقسم التجويد والقراءة، وقسم تحفيظ القرآن الكريم، وقسم الفارسية والعربية، والمدرسة المتوسطة الهندية، وقسم الإنجليزية والكمبيوتر وذلك بأحسن نظام وأجوده، وعَيّنت لها 13 معلمًا خبيرًا في سبيل رفع مستوى الطلاب التعليمي وتبريد غلتهم العلمية.